فهم سرعة الغالق، السريعة والبطيئة.

التصوير الفوتوغرافي هو مزيج من الفن والعلم. بينما يبدو هذا على أنه ضعف التحدي، إلا أنه بمجرد فهم أساسيات هذين الجانبين، يمكن الجمع بينهما لتوفير طرق لا حصر لها لعرض رؤيتك الإبداعية. يعتبر سرعة الغالق مثالاً جيدًا. إنه موضوع تقني، لكن إذا تعرّفت على كيفية التعامل مع سرعة الغالق، فستتمكن من تحقيق أي شيء بدءًا من صور الرياضة ذات الإطار الثابت والواضحة وحتى لقطات شلالات المياه المليئة بالحركة.

ما تعريف سرعة الغالق؟

سرعة الغالق تدل على معناها: إنها سرعة إغلاق غالق الكاميرا. تعمل سرعة الغالق المرتفعة إلى تعرض أقصر - مقدار الضوء الذي تستقبله الكامير - وتوفر سرعة الغالق المنخفضة للمصور الفوتوغرافي تعرضًا أطول.

إضفاء الحركة على الصور بسرعات غالق بطيئة.

تتذكر آنا جولنير، الصحفية ومصورة حفلات الزفاف: "اعتدت على تصوير كرة السلة في صالة الرياضة المظلمة هذه. للحصول على التعرض المناسب، كنت في بعض الأحيان أستخدم سرعة غالق تبلغ 1/50، لكن عند هذا المستوى كنت أستطيع رؤية الحركة في صوري، وهذا أمر لم أكن أريده. في التصوير الفوتوغرافي للرياضة، تسعى لأن تكون الصور واضحة."

عندما يكون الهدف من لقطتك صورة واضحة ومركزة، ربما التقاط تعابير وجه اللاعب أثناء تسجيل ضربة الفوز، فأنت تريد سرعة غالق مرتفعة لإيقاف كائن متحرك. فهي تسرد القصة من خلال التوقف عند لحظة معينة. إلا أن اللقطات التي تعمل على إيقاف الزمن وإزالة الحركة قد تحد من قدرات سرد قصص معينة.

تتابع جولنير: "عند وجود فريق كرة السلة بعيدًا أو عند امتلاك كل الصور الجيدة التي أريدها، كل ما كنت أفعله هو التعامل مع تلك الحركة. إن متابعة لاعب كرة القدم على طول الملعب أثناء عدوه والتقاط تلك الحركة - أعتقد أن تحقيق الجانب الفني من وراء هذا ممتع جدًا. يمكنك حقًا التقاط الحركة في الرياضة من خلال تعديل سرعة الغالق."

إن سرد قصة أو التقاط حركة تتجاوز دقيقة واحدة ممكن باستخدام سرعات الغالق البطيئة. في بعض الأحيان يكون ذلك ضروريًا. 

يقول لونج: "عند تصوير سباق سيارات، وتسير السيارات بسرعة 200 ميل في الساعة، وألتقط الصور بسرعة 1/8000 من الثانية لإيقاف الحركة بشكل مثالي، فعند النظر على الصورة النهائية، تبدو كما لو كانت السيارات متوقفة." لن يحمل هذا المشهد أي لمحة من الواقعية. لن تحمل الإحساس بأنها كانت تسير بسرعة فائقة. 

ويتابع لونج: "وبدلاً من ذلك، في حالة استخدام سرعة غالق بطيئة واضبط الكاميرا لمتابعة السيارة أثناء مرورها عبر الإطار، ستكون السيارة ضبابية بعض الشيء، أما الخلفية فستكون ملطخة بالكامل - ستبدو كما لو كانت "السيارة" تسير بسرعة 200 ميل في الساعة. يعتبر هذا خيارًا إبداعيًا يجب علي اتخاذه في حينه لنقل إحساسًا أكبر بحقيقة المشهد." 

كيف تختار سرعة الغالق؟

اطرح على نفسك السؤال "ما نوع الصورة التي أريد التقاطها؟" يتطلب تحديد سرعة الغالق منك تحديد الهدف النهائي من الصورة.

يقول كارلسون: "عند التقاط صورة شلال بسرعة غالق عادية، تتوقف المياه وتحصل على الملمس بالكامل. ولكنك شاهدت أيضًا صور لشلالات تظهر بها المياه ناعمة وحريرية. إنه تأثير رائع وسهل جدًا أيضًا. كل ما عليك هو التأكد من أن الكاميرا لا تتحرك وتلتقط الصورة باستخدام سرعة غالق طويلة. كل هذه التفاصيل للمياه الجارية ستمتزج معًا وتمنحك هذا المظهر."

توفر سرعة الغالق للمصور القدرة على استخدام الحركة - أو إيقاف الحركة- لسرد قصة أو التقاط مشاعر. سواء اخترت التقاط الجزء من الثانية بسرعة غالق قصيرة أو تصوير حركة عنصر في صورة بسرعة غالق بطيئة، فأنت توفر آفاقًا من الإمكانات السردية. هل الأمر يتعلق بالتقاط اللحظة كما هي أو تحاول تصوير كيف نستقبل اللحظة؟ أو التقاط طاقة اللحظة بدلاً من التفاصيل المرئية فقط؟ إن إتقان سرعة الغالق يوفر تلك القدرات بين يديك. 

وبينما تمثل المعرفة التقنية أمرًا مفيدًا في اكتساب تلك المهارة بإتقان، فإن الممارسة العملية هي التي ستكسب أي مصور فوتوغرافي تلك المهارة.

تقول ديفيدسون: "قد يكون لديك معرفة أكايمية بكيفية عمل التصوير الفوتوغرافي، إلا أنك أيضًا بحاجة إلى المعرفة العملية المتعلقة بتجربتها وممارستها طوال الوقت للجمع بين الاثنين."